جهاز سريع .. لكشف الميكروب المسبب للتيفوئيد
حتى الأمس القريب، كان تشخيص الإصابة بمرض التيفوئيد مختبريا، يستغرق ما بين يومين إلى ثلاثة بالوسائل التقليدية، ولكن مجموعة من العلماء والباحثين الإسبان أعلنوا في 9 سبتمبر (أيلول) الحالي، التوصل إلى وسيلة جديدة ومبتكرة لإثبات وجود ميكروب السالمونيلا (salmonella typhi)، المسبب للمرض، من عدمه، في أي عينة في ظرف لحظات قليلة، مما يفتح آفاقا جديدة في مجال التحليل البيولوجي.
المجموعة البحثية التابعة لجامعة روفيرا وفيرجيلي (Rovira i Virgili) بمدينة تاراجونا (شرق إسبانيا) تمكنت من تصنيع جهاز استشعار حساس بيولوجي biosensor يشير إلى وجود الميكروب بالعينة من عدمه.
وقال البروفسور خافيير ريوس، أستاذ قياسات الكيمياء التحليلية والكمية بالجامعة رئيس فريق البحث: «تمكنا من تصنيع جهاز يستطيع قياس وجود الميكروب، حتى وإن كان بنسبة ضئيلة للغاية، بطريقة سريعة وسهلة وفعالة».
ويعتمد الجهاز الجديد على فكرة سهلة وعبقرية في آن واحد، وفقا للدراسة التي نشرت في دورية «أنجيفانديته للكيمياء» (Angewandte Chemie) الألمانية في عددها لشهر سبتمبر، فهو يقوم على إحاطة «قلب» مكون من أنابيب كربونية نانوية متناهية الصغر carbon nanotubes بجزيئات من الحمض النووي المنقوص الأوكسجين «دي إن إيه» أو الحمض النووي الريبوزي «آر إن إيه» مصنعة خصيصا للتعرف على ميكروب معين.
وعند تعرض هذه الجزيئات للميكروب، فإنها تترك القلب الكربوني وتلتصق بهذا الميكروب، فيقوم القلب الكربوني «العاري» بإطلاق إشارة كهربائية تلتقط عن طريق جهاز بسيط لقياس الجهد الكهربائي مرتبط بالحساس البيولوجي.
ويؤكد الباحث خوردي ريو الذي صمم الجهاز، أنه يستطيع فعل ذلك في ثوان معدودة، بطريقة مشابهة لتلك التي تستخدم لقياس درجة حمضية المياه، عوضا عن ضياع يوم أو أكثر لزرع العينات في أطباق خاصة للتأكد من وجود الميكروب.
ويعد الباحثون لتطوير هذا الابتكار في المستقبل القريب، لصنع أجهزة حساسة من شأنها قياس التلوث بكل الميكروبات المعروفة، مما يعد فتحا جديدا في مجال التحليل البيولوجي، يسهم في سرعة رد الفعل، في حالة الشك بالإصابة، مما يعني بدء العلاج مبكرا واتخاذ إجراءات وقائية من شأنها التقليل من العدوى ومن تفاقم المرض.
ومعروف أن مرض التيفوئيد ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق الأطعمة الملوثة ببكتريا السالمونيلا، التي تفرز في فضلات الشخص المصاب.
وأشهر أعراض المرض هو الحمى الثابتة حول 40 درجة مئوية غالبا، مع حدوث تعرق غزير، ونزلة معوية حادة، مع احتمال ظهور طفح جلدي في بعض الحالات.
وينقسم مسار المرض المعروف بالحمى المعوية إلى 4 مراحل، تستمر كل منها مدة أسبوع تقريبا.
في الأولى منها، ترتفع الحرارة تدريجيا، مع شعور عام بالضعف والإجهاد.
وفي الأسبوع الثاني، تصل الحرارة إلى الذروة، مع بطء بضربات القلب، وقد يكثر الهذيان في تلك المرحلة، مع احتمال ظهور الإسهال المميز للمرض، وتضخم بالكبد والطحال.
أما في الأسبوع الثالث، فتحدث معظم المضاعفات الخطرة، من النزف والانثقاب المعوي، الذي قد يكون قاتلا، بالإضافة إلى التهاب المخ، وظهور الجيوب الصديدية المتعددة، وتستمر درجة الحرارة مرتفعة.
ومع الأسبوع الرابع، تبدأ الأعراض في التحسن التدريجي حتى الشفاء تماما.
وينتشر المرض بصورة متوطنة في أفريقيا وجنوب آسيا وأميركا الجنوبية وجنوب أميركا الشمالية، وهو مرض لا يستهان به، فرغم أنه غير قاتل في معظم الأحوال، وفاعلية المضادات الحيوية ضده جيدة، فإن نسبة الوفيات قد تصل في حال عدم العلاج إلى 30% من نسبة الإصابات.
وقد كبد التيفوئيد العالم خسائر فادحة على مر التاريخ، بدءا من أثينا التي أباد ثلث شعبها في القرن الخامس قبل الميلاد، محولا ذراع القوة في هذا العهد إلى اسبرطة، مرورا بأوبئة أبادت ملايين البشر في القرون الوسطى، وصولا لـ«تيفوئيد ماري» الشهير بأميركا في بداية القرن العشرين، حين تسببت الطاهية «ماري مالون» وحدها في إصابة ووفاة مئات الأشخاص.
وكان آخر وباء معلن، هو وباء الكونغو الديمقراطية عام 2005 والذي أسفر عن إصابة 42 ألف شخص ووفاة أكثر من مائتين.
كما حدث تلوث لمياه الشرب بالشرقية (إحدى محافظات مصر) في أغسطس (آب) الماضي، وأدى إلى إصابة عدة مئات بالمرض.
ومن أشهر من قضوا نتيجة التيفوئيد زوجة الرئيس الأميركي الأسبق جون آدامز. والأمير ألبرت زوج فيكتوريا ملكة إنجلترا السابقة. وتشارلز داروين عالم التطور المعروف.
منقووول..........
حتى الأمس القريب، كان تشخيص الإصابة بمرض التيفوئيد مختبريا، يستغرق ما بين يومين إلى ثلاثة بالوسائل التقليدية، ولكن مجموعة من العلماء والباحثين الإسبان أعلنوا في 9 سبتمبر (أيلول) الحالي، التوصل إلى وسيلة جديدة ومبتكرة لإثبات وجود ميكروب السالمونيلا (salmonella typhi)، المسبب للمرض، من عدمه، في أي عينة في ظرف لحظات قليلة، مما يفتح آفاقا جديدة في مجال التحليل البيولوجي.
المجموعة البحثية التابعة لجامعة روفيرا وفيرجيلي (Rovira i Virgili) بمدينة تاراجونا (شرق إسبانيا) تمكنت من تصنيع جهاز استشعار حساس بيولوجي biosensor يشير إلى وجود الميكروب بالعينة من عدمه.
وقال البروفسور خافيير ريوس، أستاذ قياسات الكيمياء التحليلية والكمية بالجامعة رئيس فريق البحث: «تمكنا من تصنيع جهاز يستطيع قياس وجود الميكروب، حتى وإن كان بنسبة ضئيلة للغاية، بطريقة سريعة وسهلة وفعالة».
ويعتمد الجهاز الجديد على فكرة سهلة وعبقرية في آن واحد، وفقا للدراسة التي نشرت في دورية «أنجيفانديته للكيمياء» (Angewandte Chemie) الألمانية في عددها لشهر سبتمبر، فهو يقوم على إحاطة «قلب» مكون من أنابيب كربونية نانوية متناهية الصغر carbon nanotubes بجزيئات من الحمض النووي المنقوص الأوكسجين «دي إن إيه» أو الحمض النووي الريبوزي «آر إن إيه» مصنعة خصيصا للتعرف على ميكروب معين.
وعند تعرض هذه الجزيئات للميكروب، فإنها تترك القلب الكربوني وتلتصق بهذا الميكروب، فيقوم القلب الكربوني «العاري» بإطلاق إشارة كهربائية تلتقط عن طريق جهاز بسيط لقياس الجهد الكهربائي مرتبط بالحساس البيولوجي.
ويؤكد الباحث خوردي ريو الذي صمم الجهاز، أنه يستطيع فعل ذلك في ثوان معدودة، بطريقة مشابهة لتلك التي تستخدم لقياس درجة حمضية المياه، عوضا عن ضياع يوم أو أكثر لزرع العينات في أطباق خاصة للتأكد من وجود الميكروب.
ويعد الباحثون لتطوير هذا الابتكار في المستقبل القريب، لصنع أجهزة حساسة من شأنها قياس التلوث بكل الميكروبات المعروفة، مما يعد فتحا جديدا في مجال التحليل البيولوجي، يسهم في سرعة رد الفعل، في حالة الشك بالإصابة، مما يعني بدء العلاج مبكرا واتخاذ إجراءات وقائية من شأنها التقليل من العدوى ومن تفاقم المرض.
ومعروف أن مرض التيفوئيد ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق الأطعمة الملوثة ببكتريا السالمونيلا، التي تفرز في فضلات الشخص المصاب.
وأشهر أعراض المرض هو الحمى الثابتة حول 40 درجة مئوية غالبا، مع حدوث تعرق غزير، ونزلة معوية حادة، مع احتمال ظهور طفح جلدي في بعض الحالات.
وينقسم مسار المرض المعروف بالحمى المعوية إلى 4 مراحل، تستمر كل منها مدة أسبوع تقريبا.
في الأولى منها، ترتفع الحرارة تدريجيا، مع شعور عام بالضعف والإجهاد.
وفي الأسبوع الثاني، تصل الحرارة إلى الذروة، مع بطء بضربات القلب، وقد يكثر الهذيان في تلك المرحلة، مع احتمال ظهور الإسهال المميز للمرض، وتضخم بالكبد والطحال.
أما في الأسبوع الثالث، فتحدث معظم المضاعفات الخطرة، من النزف والانثقاب المعوي، الذي قد يكون قاتلا، بالإضافة إلى التهاب المخ، وظهور الجيوب الصديدية المتعددة، وتستمر درجة الحرارة مرتفعة.
ومع الأسبوع الرابع، تبدأ الأعراض في التحسن التدريجي حتى الشفاء تماما.
وينتشر المرض بصورة متوطنة في أفريقيا وجنوب آسيا وأميركا الجنوبية وجنوب أميركا الشمالية، وهو مرض لا يستهان به، فرغم أنه غير قاتل في معظم الأحوال، وفاعلية المضادات الحيوية ضده جيدة، فإن نسبة الوفيات قد تصل في حال عدم العلاج إلى 30% من نسبة الإصابات.
وقد كبد التيفوئيد العالم خسائر فادحة على مر التاريخ، بدءا من أثينا التي أباد ثلث شعبها في القرن الخامس قبل الميلاد، محولا ذراع القوة في هذا العهد إلى اسبرطة، مرورا بأوبئة أبادت ملايين البشر في القرون الوسطى، وصولا لـ«تيفوئيد ماري» الشهير بأميركا في بداية القرن العشرين، حين تسببت الطاهية «ماري مالون» وحدها في إصابة ووفاة مئات الأشخاص.
وكان آخر وباء معلن، هو وباء الكونغو الديمقراطية عام 2005 والذي أسفر عن إصابة 42 ألف شخص ووفاة أكثر من مائتين.
كما حدث تلوث لمياه الشرب بالشرقية (إحدى محافظات مصر) في أغسطس (آب) الماضي، وأدى إلى إصابة عدة مئات بالمرض.
ومن أشهر من قضوا نتيجة التيفوئيد زوجة الرئيس الأميركي الأسبق جون آدامز. والأمير ألبرت زوج فيكتوريا ملكة إنجلترا السابقة. وتشارلز داروين عالم التطور المعروف.
منقووول..........